اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، رسميًا، بمسؤوليته عن مجزرة مستشفى المعمداني، وسط قطاع غزة، التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.
اعتراف رسمي ومحاولة هروب
وقال الجيش الإسرائيلي عبر حسابه الرسمي باللغة العربية، في منصة إكس: “نظرًا لقلة الأدوات الطبية ونقص الكادر الطبي، تقرر قصف مستشفى المعمداني في غزة ومنحهم الموت الرحيم”.
وبعد الكشف عن حصيلة الضحايا، ونشر تفاصيل الجريمة التي هزت العالم، سارع الجيش الإسرائيلي لحذف المنشور.
وكذلك نشر المسؤول الإسرائيلي “حنانيا نفتالي”، تغريدة، كشف فيها أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفى.
وقال المسؤول الإسرائيلي في التغريدة التي رصدها وترجمها من الإنجليزية إلى اللغة العربية، “المشهد اليمني”: ” عاجل: سلاح الجو الإسرائيلي يقصف قاعدة تابعة لحماس داخل مستشفى في غزة. مقتل عدد من الإرهابيين. ومن المفجع أن حماس تطلق الصواريخ من المستشفيات والمساجد والمدارس، وتستخدم المدنيين كدروع بشرية. #حماس_هي_داعش”.
وفي وقت لاحق، حذف المسؤول الإسرائيلي التغريدة، وبرر ذلك لاحقا أنها وصلته معلومات خاطئة، وذلك بعدما خرج نتنياهو ليتهم حركة الجهاد الإسلامي، بالمسؤولية عن المجزرة، وقال إنه صاروخ فاشل أطلقت الحركة وسقط في المستشفى.
الجهاد تنفي أكاذيب “العدو الصهيوني”
بدورها نفت حركة الجهاد الإسلامي “الأكاذيب” و”الاتّهامات الباطلة” التي وجّهها إليها جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحميلها مسؤولية قصف صاروخي طال ليل الثلاثاء المستشفى الأهلي في غزة وأوقع أكثر من 500 شهيد، مؤكّدة أنّ إسرائيل تحاول بذلك “التنصّل من مسؤوليتها عن المجزرة الوحشية”.
وقالت الحركة في بيان إنّه “كعادته في فبركة الأكاذيب، يحاول العدو الصهيوني جاهداً التنصّل من مسؤوليته عن المجزرة الوحشية التي ارتكبها بقصفه المستشفى المعمداني وتوجيه أصابع الاتّهام نحو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين”.
أكثر من 500 شهيد حصيلة سابقة
ومن المعروف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد هدد مستشفيات غزة مراراً قبل المجزرة.
وقصف الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، أمس الثلاثاء، المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد المئات، وإصابة آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن طائرات إسرائيلية شنت غارة على المستشفى أثناء تواجد آلاف الفلسطينيين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن.
وفي وقت سابق من مساء أمس، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الغارة الإسرائيلية أدت إلى استشهاد أكثر من 500 مدني معظمهم من الأطفال والنساء، وبالطبع بنيهم أطباء ومسعفون.
قصف متعمد دون سابق إنذار
فيما أكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله، نيبال فرسخ، إنه لم يصل أي تحذير ولا أمر بالإخلاء للمستشفى العربي الأهلي المعروف باسم “المعمداني” قبل أن تقصفه القوات الإسرائيلية.
وتكتظ أروقة وساحات مستشفيات قطاع غزة، شمالا وجنوبا، بنازحين تقطعت بهم السبل، آملين الا يتعرضوا للقصف الإسرائيلي المتواصل منذ عشرة أيام، ما يثقل كاهلها في ظل التدفق الهائل للجرحى والشهداء.
وقالت فرسخ إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مستشفى المعمداني في قطاع غزة ما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص بينهم أفراد من الطواقم الطبية”، مضيفة أن معظم الشهداء من الأطفال والنساء.
وأضافت فرسخ : “كان هناك مئات النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى بعد أوامر الإخلاء التي صدرت من الجيش الإسرائيلي، اعتقادا منهم أنهم سيكونون في مكان آمن”.
وتابعت: “لم يكن هناك أي تحذير ولا طلب بإخلاء المستشفى. هذا المستشفى لم يكن من ضمن المستشفيات الخمسة التي صدر لها قرار بالإخلاء، وتم بالفعل قصفها من دون أي سابق إنذار”.
مؤتمر صحفي وسط الجثث وارتفاع عدد الشهداء
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عقدت مساء أمس، مؤتمرا صحفيا وسط 600 من جثامين شهداء مستشفى المعمداني بينهم أطفال. وأكد مسؤولون في وزارة الصحة بغزة إجراء عمليات جراحية للمصابين دون التخدير وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأعلن محمد أبو سليمة مدير مستشفى الشفاء في غزة إن الأطباء تجري العمليات بدون تخدير للمصابين من القصف الإسرائيلي الغاشم على مستشفى المعمداني، مؤكداً أن وزارة الصحة في غزة تطبق مبدأ المفاضلة في المعالجة، والعمليات تجرى بدون تخدير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عقب مجزرة مستشفى المعمداني.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة أن الكيان الصهيوني قصف المشافي وقتل المرضى في أصعب مجزرة دموية بحق أبناء شعب فلسطين. وناشدت وزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي بكف يد الاحتلال الإسرائيلي ووقف قصف القطاع.
ولاحقا قالت مصادر طبية من داخل المستشفى ، إن عدد الشهداء لا يمكن حصره حيث تحول الضحايا إلى أشلاء وأكوام من اللحم والجثث المتناثرة، لكن إحصائيات تقول إن العدد يتجاوز 1000 شهيد، معظمهم أطفال ونساء.