(منقول من صحيفة تواصل الالكترونية)
وصف الكاتب فاضل العماني، الفشل بأنه “المعلم الأول” الذي يُعلمنا كيف ننجح!
وقال العماني عبر صحيفة “الرياض”: نعم، تلك هي الحقيقة المرة التي لا يُريد أحد الإيمان بها، فضلاً عن تصديقها. الفشل هو خير من يقوم بتلك المهمة الصعبة”.
وشدد على أن تلك المهمة “تتطلب قدرًا مناسبًا من المعرفة والرغبة والقدرة والصبر والاستمرارية وهي صفات وملكات يجب أن يتحلى بها كل من أيقن بأن الفشل ليس إلا محطة -وقد تكون عدة محطات- في طريق النجاح والانتصار”.
تجربة إنسانية وحضارية
وتابع: “والنجاح والفشل، حقيقتان تُعبران بصدق وشفافية عن واقع الحياة الطبيعية التي نعيشها كأفراد وجماعات، ومكونات ومجتمعات، وشعوب وأمم، لأنهما يُمثلان التجربة الإنسانية والحضارية التي استطاعت التكيف والتوافق بين الحالتين للوصول إلى غاياتها وأهدافها”.
واستشهد العماني، بمقولة ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الشهير حينما وصف النجاح والفشل بشكل في غاية الذكاء والحكمة بقوله: “إن النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماستك”.
وأشار إلى قصص الناجحين -الذين نسجوا من خيوط المعاناة والفشل حكايات ملهمة نقشت أسماءهم في سجلات الخلود- هي الأكثر متعة وفائدة.
ووصفها بأنها كثيرة وعظيمة هي قصص/ نماذج الإلهام التي تستحق أن تُروى على مسامع الزمن، علّها تُثبّت البوصلة باتجاه الأمل والإنجاز، خاصة للأجيال الشابة التي تحتاج إلى القدوة الملهمة والُمثل العليا.
جوزيف بريستلي
وتحدث الكاتب عن مثالين فقط وبشكل مختصر عن القدرة الهائلة التي قد تصنع من الفشل محطة للانطلاق إلى فضاءات النجاح.
المثال الأول: جوزيف الابن الأكبر بين ستة أطفال لأب يعمل خياطًا بسيطًا، وأمه ابنة مزارع فقير تُوفيت وهو في الخامسة، وقضى سنواته الأولى مع جده لتخفيف الأعباء عن عائلته المعدمة، وتبنته خالته التي لم تنجب أطفالاً بعد أن تزوج أبوه أخرى.
واضطر لترك المدرسة لإصابته بمرض السل الرئوي، ولكنه أصبح بعد تلك الحياة القاسية أحد أعظم المفكرين والكيميائيين على مر العصور، إنه المفكر والكيميائي الإنجليزي الشهير جوزيف بريستلي أحد أهم العلماء التجريبيين المؤثرين في القرن الثامن عشر، وصاحب الإسهامات العظيمة في حقول العلوم والتربية والفلسفة والتاريخ.
جارسيا ماركيز
أما المثال الثاني الذي ذكره فهو لشاب هائم على وجهه في شوارع أوروبا يعاني الفقر والجوع والتشرد، يلتقط العُلب والزجاجات الفارغة الملقاة على الطرقات ليبيعها للحصول على بعض المال.
لكنه بعد سنوات من تلك الحياة البائسة أصبح أحد أهم وأغلى الكتّاب في العصر الحديث، إنه الروائي والصحفي الشهير جارسيا ماركيز أحد أشهر الروائيين العالميين والحاصل على نوبل في الأدب.
وختم الكاتب قائلاً: “النجاح والفشل أو الفشل والنجاح، متلازمة أزلية وحقيقة وجودية، ولكن البشر هم من يُقررون سيطرة واستمرار أحدهما على الآخر”.