أثار اعتراض الأسطول الخامس البحري الأمريكي عدة صواريخ حوثية مساء أمس الأول، ردود أفعال واسعة، وسط ترويج بأن الصواريخ كانت موجهة لضرب الاحتلال الإسرائيلي، رغم التهديدات التي تطلقها ميليشيا الحوثي بين الحين والآخر، زاعمة أنها ستمحو إسرائيل وستدخل الحرب بشكل مباشر في الوقت الذي تحدده، ويبدو أن هذا الوقت ورقة التوت التي كشفتها معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي، ولم يحن هذا الوقت حتى الآن مع سقوط نحو 20 ألفًا بين قتيل وجريح وتهجير نحو مليون فلسطيني إلى جنوب قطاع غزة.
والمفاجأة التي تكشفت اليوم السبت، عن مصادر عسكرية أفادت بأن هذه الصواريخ استهدفت الجيش اليمني في المنطقة العسكرية الخامسة بميدي شمال غربي اليمن؛ إذ أوضحت المصادر أن صواريخ الحوثيين لم يتم اعتراضها بشكل كامل من البوارج الحربية الأمريكية، وأن بعض الصواريخ وصلت إلى وجهتها في تلك المنطقة، في وقت زيارة رئيس الأركان قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، للمنطقة وكذا بعض الجزر في البحر الأحمر.
التحقيقات التي جرت حول واقعة اعتراض الصواريخ الحوثية، أثبتت أنها لم تكن موجهة إلى إسرائيل، وأنها كانت تستهدف المنطقة الخامسة بميدي شمال غربي اليمن، خاصة وأن الحوثيون لم يعلنوا استهدافهم إسرائيل بتلك الصواريخ.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البتاجون، أن صواريخ الحوثيين لم تكن موجهة صوب إسرائيل، وأنها كانت موجهة صوب هدف آخر.
وتأتي هذه الوقائع في ظل محاولات تقوم بها المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ومبعوث الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، بغية التوصل إلى حل سلمي للصراع في اليمن؛ فيما لا تعرف ميليشيا الحوثي إلا لغة الحرب والدمار، ليصبح السلام الوحيد الذي يمكن أن يتحقق مع تلك الميليشيا هو القضاء عليها تمامًا، وانتزاعها من الأراضي اليمنية. خاصة بعد نجاح الجنوب في طرد تلك الميليشا من كافة أراضي الجنوب العربي.